النوع الأشهر لعمى الألوان
كما ذكرنا في
المقال الأول من موضوع "عمى الألوان" بأنّ هناك أنواع مختلفة من هذا المرض، وأشهرها هو
النوع الذي يفقد معه المريض قدرته على التمييز بين اللونين الأحمر والأخضر.
التمييز بين الأزرق والبنفسجي/ الأخضر والبني
من الجدير بالذكر بأن مرضى هذا النوع من "عمى الألوان" يجدون صعوبة أيضا في تمييز الألوان الناتجة من اندماج هذين اللونين – الأحمر
والأخضر- مع ألوان أخرى، بمعنى آخر يصبح المريض غير قادر على التمييز بين الأزرق
والبنفسجي وذلك لأن البنفسجي هو لون ناتج من اندماج الأحمر والأزرق، كذلك هو
الحال في عدم قدرتهم على التمييز بين اللونين الأخضر والبني لأن اللون البني هو
مزيج من اللونين الأخضر والأحمر.
الخلايا المخروطية مرة أخرى
وكما ذكرنا في
المقال الأول، بأن ذلك يُعزى إلى خلل في الوظيفة أو غياب كامل
للخلايا المخروطية
الموجودة في شبكية العين، والمسؤولة بدورها عن التفاعل مع الأطوال الموجية
المختلفة للضوء وهذا ما يمكّننا من رؤية الألوان بشكلها الجميل، ففي هذا النوع من
"عمى الألوان" يكون هناك خلل وظيفي أو غياب للخلايا المخروطية التي تتفاعل مع
الطول الموجي الضوئي الذي ينجم عنه اللون الأحمر أو تلك التي تتفاعل مع الطول
الموجي المحدِّد للون الأخضر.
هل يصيب عمى الألوان الذكور أم الإناث؟
يقع الجين المسؤول عن مرض "عمى الألوان" (الأحمر/الأخضر) على كروموسوم X
وهذا يعني بأن الذكور (XY) يصابون بهذا المرض إذا تضرر الجين المسؤول المتواجد
على كروموسوم X في أجسامهم، إما الإناث (XX) فلكي يُصبن بهذا النوع من المرض لابد
أن يتضرر الجين المسؤول على كلا الكروموسومين كيّ تظهر عليهم الأعراض، وبالتالي
فإنه من الشائع أن يصاب الذكور بعمى الألوان (الأحمر/الأخضر) أكثر من الإناث.
الفحوصات التي يتم إجراؤها
فحص رؤية الألوان وتمييزها هو الفحص الذي يجريه الطبيب المختص، في حال طرأت
تغييرات على قدرة الشخص على تمييز الألوان بسبب مرض معين، أو في حال تناول المريض
لدواء يؤثر بشكل أو بآخر على العصب البصري.
هناك طرق عديدة يمكن استخدامها لفحص قدرة المريض على التمييز بين الألوان، أشهرها
هو النظر إلى صور مليئة بالنقط الملونة بدرجات الألوان المختلفة، ويمكن للإنسان
السليم أن يلاحظ بسهولة وجود رقم في الصورة، بينما الإنسان المصاب لا يستطيع
قراءة الرقم أو قد يعطي رقما آخر في الإجابة وذلك لعدم قدرته على التمييز بين
درجات الألوان.
هل تستطيع أن ترى الكرز الأحمر بين أوراق الأشجار الخضراء؟
لا يوجد لهذا المرض علاج ناجع، إنما يتعايش معه المصاب طيلة حياته بالرغم من وجود
بعض المصاعب أحيانا، كالقدرة على قراءة الخرائط التي تعتمد على الألوان أو حتى
رؤية الكرز الأحمر بين أوراق الأشجار الخضراء.
هناك سؤال مهم من المؤكد أنه قد خطر على أذهانكم، ماذا سيفعل مصاب عمى الألوان (الأحمر/الأخضر) أثناء القيادة وهل يمكنه تمييز إشارات المرور؟
رغم عدم قدرة الشخص على التمييز بين اللونين الأحمر والأخضر إلا أنه يمكنه الحصول على رخصة القيادة، فمن المعروف بأن الإشارة الحمراء تضيء من الأعلى، أما الإشارة الخضراء فتضئ من الأسفل وبالتالي يمكن للمريض الاعتماد على الاتجاهات لفهم الإشارة واتباعها.
تعليقات
إرسال تعليق