ما هي علاقة مرض السرطان بالسكر؟
يظن الكثيرون أن تناول السكر يرفع نسبة الإصابة بمرض السرطان وأن الامتناع عن
السكر نهائياَ هو أسلوب جديد للتخلص من الخلايا السرطانية، حتى أن بعض مرضى
السرطان اكتفوا باتباع هذا الأسلوب دون استشارة طبيب ودون أي التزام بالعلاجات
والأدوية.
وهذا ما نفاه العلم!
فبحسب البحوث التي أجريت على السكر، اتضح أن السكر بحد ذاته لا يزيد من احتمالية
الإصابة بالسرطان، وإنما الإفراط في تناوله يتسبب بمرض السمنة التي بدورها تلعب
دورا هاما في إمكانية الإصابة بأمراض مختلفة من ضمنها مرض السرطان. ولذلك فإن
نصائح العلماء والباحثين حول التقليل من المشروبات والعصائر والمنتجات التي تحتوي
على نسب عالية من السكر، جاءت من أجل حماية الإنسان من مرض السمنة المسبب للكثير
من الأمراض ومن بينها مرض السرطان.
فهل يقتل مريض السرطان الخلايا السرطانية في جسده ويتخلص منها من خلال حرمانها من السكر؟
من المعروف أن جسد الإنسان يحتاج السكر من أجل عمليات الأيض التي تحدث في الخلايا
الطبيعية والخلايا السرطانية على حد سواء، وبما أن الخلايا السرطانية تنقسم بشكل
أسرع من الخلايا الطبيعية فإنها بحاجة أكبر للغذاء، ولكن لم تثبت البحوث العلمية
أي علاقة بين الحرمان من السكر وقتل الخلايا السرطانية.
مرض السرطان والوزن
يعاني حوالي 20% - 70% من مرضى السرطان من نقصان في الوزن أو قلة في التغذية أصلا
عند التشخيص، وبالتالي فإن مريض السرطان عندما يُحرَم من الطاقة اللازمة له من
خلال اتباع نظام غذائي قاس، فإن ذلك يؤدي إلى نقصان شديد في الوزن وضعف في
العضلات، وبالتالي تتأثر مناعة الجسم الطبيعية وكذلك قدرته على تحمل العلاجات
والجلسات اللازمة للقضاء على المرض، وهذا ما يسعى الأطباء لتفاديه دوما أثناء
تعاملهم مع مرضى السرطان. ومن هنا فإنه من الأفضل لمريض السرطان اتباع حمية صحية
متوازنة تحتوي على جميع العناصر الغذائية دون حرمان.
العلاقة بين الريجيم الكيتوني ومرض السرطان
يتبع الناس في الريجيم الكيتوني نظاما غذائيا يُمنع فيه السكر والكربوهيدرات في
سبيل تثبيط نمو الخلايا السرطانية، وهذا ما أُثبتت فعاليته على الحيوانات فقط ولا
توجد أي دراسة تثبت ذلك على البشر، بل على العكس يعمل اتباع مثل هذا النظام إلى
نقصان الوزن عند مرضى السرطان بشكل كبير ويصبح المريض مضطرا لتعويض هذا الفقد
الكبير في الطاقة إلى تناول الكثير من الدهون والبروتينات وهذا ما يجعل النظام
الغذائي للمريض معقداً ويحتاج الكثير من التحديات.
علاقة الصيام بمرض السرطان
لقد بدأت جهات أخرى تنادي بفعالية الصيام القصير على مريض السرطان قبل وخلال وبعد
أخذ جرعة الكيماوي من أجل الحصول على نتيجة أفضل للدواء، وهذا ما لم يُثبت أيضا
بالأدلة والبحوث العلمية بل إن اتباع أي نظام غذائي صارم قد يعرَض المريض لقلة
التغذية وفقدان الوزن وهذا ما يضر المريض ولا ينفعه.
الأسبارتام ومرض السرطان
الأسبارتام هو محلي صناعي بديل للسكر، قد زادت النقاشات حول ارتباطه بظهور أورام
في بعض الدراسات على الحيوانات، وهذا ما نفاه الباحثون في دراسات حديثة، فقد
أثبتت أكثر من مائة دراسة - أجريت على الأسبارتام- سلامة استخدامه.
والأسبارتام هو المحلي المستخدم في معظم المشروبات الغازية التي يكتب عليها
"light" أو "zero sugar" ولكي يصل الإنسان إلى حدّ الخطورة من تناول الأسبارتام
فيلزمه – حسب الدراسات – أن يشرب 2400 زجاجة من المشروبات الغازية كل يوم.
من المهم أن نعرف أيضا أن الأسبارتام غير ثابت تحت درجات الحرارة العالية، أي أنه
يفقد مذاقه الحلو عند تعرضه للحرارة وبالتالي فإن استخدامه في المخبوزات ليس هو
الخيار الأمثل.
إن جميع البحوث الطبية تحض مرضى السرطان على تناول غذاء صحي متوازن يحتوي على جميع العناصر اللازمة مع تقليل تناول السكريات والإكثار من تناول الفواكه والخضراوات والمنتجات التي تحتوي على حبوب كاملة وذلك من أجل تقوية الجهاز المناعي وتفادي حدوث نقصان في الوزن خلال هذه الفترة الصعبة.
تعليقات
إرسال تعليق