القائمة الرئيسية

الصفحات

عَمَه التعرّف إلى الوجوه Prosopagnosia

هل فقدت الأم قدرتها على التعرف إلى وجه طفلها الذي وضعته للتوّ!

عَمَه التعرَف إلى الوجوه

نشرت الطبيبة المختصة في الطب النفسي عند الأطفال Gunnar Höst مقالة لها في جريدة الأطباء Läkartidningen، حيث ناقشت فيها حالة لأم في الثامنة والعشرين من عمرها كانت قد وضعت وليدها في المستشفى، ولكن سرعان ما تبدّلت حالتها النفسية بعد الولادة فقد لوحظ عليها علامات الشك والاضطراب النفسي. وهذا ما دفع الأطباء لتعيين مساعِدة للأم تعينها على أداء مهامها الجديدة مع رضيعها في المنزل لبضع ساعات كل يوم.

هل تعاني الأم من مرض نفسي؟

من خلال مراقبة الأم وعلاقتها مع طفلها في المنزل، لاحظت المساعِدة عدم وجود أي تواصل بصري بين الأم وطفلها طيلة فترة تواجدها معهما وهذا ما دفعها لإبلاغ الأخصائيين الذين بدورهم قاموا بمراقبة الأم لأسابيع عديدة وقرروا وجود مشكلة ما لدى الأم. الغريب في الأمر أن الأم كانت تؤكد دائما أن لا مشكلة لديها مع طفلها وأن كل الأمر ماهو إلا تدخّل زائد من قبل الأخصائيين. بعد تسعة أشهر من المتابعة مع عدم وجود أي تحسن، تقرر عرض الأم على طبيب نفسي للمعاينة وهناك تبين أنها لا تعاني من أي مشكلة نفسية وعاد الأطباء إلى حيرتهم من جديد.

العَمَه البصري و Mr.P مرة أخرى

في مقالنا السابق بعنوان "الرجل الذي حسب زوجته قبعة" ذكرنا كيف فقد الفنان والموسيقي Mr.P قدرته على الإدراك البصري وعدّدنا ذلك من خلال ذكر مواقف عديدة. من جانب آخر كان قد فقد Mr.P قدرته على التعرف على وجوه تلاميذه أيضا، فمع تطور مسار المرض فقد المريض قدرته على تمييز وجوه طلابه المألوفة لديه، ولم يكن يستطيع التعرف عليهم إلا من خلال تمييز أصواتهم المختلفة؛ فيبقى وجه الطالب بالنسبة ل Mr.P شئ غير مألوف حتى ينطق!

مريض آخر لا يتعرف إلى زوجته وأبنائه.. حادث وغيبوبة

أفاق الشاب الثلاثيني بعد غيبوبة استمرت ثلاثة أسابيع إثر حادث مرور مروع، فوجد نفسه لا يتعرف إلى زوجته ولا إلى أبنائه. كل الوجوه المألوفة له أمست غريبة رغم سلامة ذاكرته، لم يستطع التعرف إلا إلى ثلاثة من زملائه في العمل وذلك بسبب وجود شيء ما يميز وجوههم مثل الوحمة أو وجود تشنجات لا إرادية في العين (Blinktics).

عَمَه التعرّف إلى الوجوه

ذكرنا في المقال السابق حول العمه البصري "الرجل الذي حسب زوجته قبعة" الفرق بين الإحساس البصري والإدراك البصري، فهناك عمليات بالغة التعقيد تدور أحداثها في الفص القذالي (Occipital lobe) من المخ وإن دراسة مثل هذا النوع من الأمراض يزيد من علمنا وإدراكنا لآلية عمل العقل البشري. وتوضح Gunnar Höst في مقالها بأن هذه المنطقة من المخ قد تتأثر بشكل كبير في المواقف الشديدة التي قد يكون سببها مرض أو ضرر مثل ما حدث مع Mr.P وكان سببه ورم أوتنكس في الفص القذالي، وكذلك الأمر ما حدث مع الشاب الثلاثيني بعد الحادث وأيضا ما حدث مع الأم الشابة التي وضعت وليدها للتوّ وكانت منهكة ذهنيا إلى حدّ جعلها تفقد قدرتها على التعرف إلى وجه جديد "طفلها".
إن الإنسان الطبيعي قادر على التعرّف إلى وجه ما بلمح البصر، بحيث يستطيع الدماغ تسجيل ملامح الوجه ككلّ، أما المصاب بعمه التعرف إلى الوجوه Prosopagnosia فإنه يركز غالبا على التفاصيل، ويميز تفاصيل الوجه – لا الوجه ككلّ - وهذا ما يجعله غير قادر على تمييز الوجوه المألوفة لديه ما لم يوجد تفصيل معين في الوجه يساعده على التعرف إليه.

المراجع

هل اعجبك الموضوع :

تعليقات