القائمة الرئيسية

الصفحات

الأنظمة الغذائية

الصيام المتقطع Intermittent fasting

مع انتشار أمراض العصر مثل مرض السمنة وأمراض القلب والشرايين والسكري، بدأت البشرية تطرق جميع الأبواب الممكنة في سبيل التغلب على مشاكل الوزن والحصول على الوزن المثالي. تنوعت الأنظمة الغذائية التي نفعت الكثير أحياناً ولم تنفعهم أحياناً أخرى، وتضاربت الآراء العلمية حول الكثير من الأنظمة الغذائية عند تقييمها وإجراء الدراسات عليها خاصة فيما يتعلق بالآثار الجانبية لتلك الأنظمة الغذائية. ومع زيادة استخدام منصات وسائل التواصل الاجتماعي انتشرت بعض الأنظمة الغذائية التي بدأ الناس باتباعها في الآونة الأخيرة مثل نظام الكيتو دايت ونظام الصيام المتقطع وغيرهما.

رجيم الصيام

يظن الكثيرون أن اتباع نظام رجيم الصيام كأحد الأنظمة الغذائية من أجل الحصول على الوزن المثالي أمرٌ جديد، لكن الحقيقة أن اتباع رجيم الصيام قد استخدم منذ الأزل كجزء من علاج الكثير من الأمراض، كما عُرف عن الكثير من الفلاسفة صيامهم وزهدهم في الطعام من أجل زيادة تركيزهم ورفع مستوى الذكاء لديهم، كما أن الصيام قد استخدم أيضا لأغراض سياسية وإنسانية مثل الإضراب عن الطعام في سبيل الحصول على الحقوق.

وكما نعرف جميعا بأن الصيام هو جزء من العبادات في بعض الأديان مثل الإسلام واليهودية والمسيحية والهندوسية والبوذية مع اختلاف طريقة الصيام. ويصوم المسلمون شهرا كاملا "شهر رمضان المبارك" ويبدأ صيامهم مع أذان الفجر وينتهي مع أذان المغرب في تجربة فريدة للجسم والعقل.

متى بدأت شهرة نظام الصيام المتقطع؟

لقد بدأت شهرة نظام الصيام المتقطع منذ عام 2012 بعد البرنامج الوثائقي Eat Fast, Live Longer الذي أعده Dr. Michael Mosley على شاشة BBC حول الصيام المتقطع، وازدادت شهرته بعد إصدار كتابه The Fast Diet حول الصيام المتقطع، ومن بعده توالت البرامج والكتب التي تناولت موضوع الصيام المتقطع باهتمام وتحدثت عن تجارب شخصية لمؤلفي بعض الكتب. وقد توسعت شهرة هذا نظام الصيام المتقطع عبر منصات وسائل التواصل الاجتماعي التي ربطت هذا النظام بالكثير من النتائج الإيجابية ولم تقتصر فقط على سرد فوائده من حيث خسارة الوزن وزيادة عمليات الأيض بل ارتبط اسم هذا النظام بتقليل احتمالية الإصابة بمرض السرطان والمساهمة في إطالة عمر متبعي نظام الصيام المتقطع.

فهل لنظام الصيام المتقطع كل هذه الفوائد التي يتحدث عنها متبعو النظام حقاً؟

ما هو نظام الصيام المتقطع؟

دعونا في البداية نتعرف عن ماهية نظام الصيام المتقطع، الصيام المتقطع هو الامتناع عن الأكل والشرب "ماعدا المشروبات التي لا تحتوي على سعرات حرارية كالماء" لعدد ساعات معينة خلال اليوم ومن ثمّ كسر الصيام بالعودة إلى تناول الطعام والشراب خلال الساعات المتبقية من اليوم. ويعد النظامان: نظام 16/8 ونظام 5:2 الأشهر بين الأنظمة الأخرى.

نظام رجيم 16/8

ويعتمد متبعو نظام رجيم 16/8 على تناول وجباتهم خلال 8 ساعات فقط من اليوم، والالتزام بالصيام باقي ساعات اليوم أي 16 ساعة في اليوم وتحتسب ساعات النوم من ضمن ساعات الصيام ولذلك سمي بنظام رجيم 16/8. بحيث يترك متبعو هذا النظام 16/8 وجبة الإفطار الصباحية ومنهم من يختار أن يبدأ يومه بوجبة الإفطار الاعتيادية بشرط بدء الصيام في ساعة مبكرة من المساء. وفي دراسة صغيرة أجريت على 23 شخصا من المرضى الذين يعانون من السمنة من خلال متابعتهم مدة 12 أسبوعاً أثناء التزامهم بنظام الصيام المتقطع 16/8، بحيث يتناولون ما يريدون من الطعام بين الساعات 10:00- 18:00 ومن ثم يمتنعون عن جميع المأكولات أو المشروبات التي تحتوي على سعرات حرارية لمدة 16 ساعة، كانت النتيجة هي خسارتهم ل 3% من أوزانهم وتحسن مستوى ضغط الدم لديهم. لكن مثل هذه الدراسات الصغيرة غير كافية ولا يمكن أن تمثل معظم الناس، فما زلنا بحاجة لتوسع أكثر للدراسات الطبية في هذا المجال.

نظام رجيم 5:2

وهو نظام تقسيم الأيام بحيث يأكل الفرد بشكل طبيعي لمدة خمسة أيام بينما يتبع نظاما - لمدة يومين- يحدّ من عدد السعرات الحرارية لتصل إلى 500 سعر حراري/ اليوم للنساء و 600 سعر حراري/ اليوم للرجال. لذلك سمي بنظام رجيم 5:2. بحيث يعتمد متبعو نظام  5:2 على تناول وجبتين كبيرتين أو ثلاث وجبات صغيرة خلال يومي الصيام.

وقد أجريت بعض الدراسات على هذا نظام 5:2 أيضا، ففي دراسة أجريت عام 2011 على 100 مشتركة من النساء اللواتي يعانين من السمنة وتمت متابعتهن لمدة 6 أشهر مع التزامهن بالصيام لمدة يومين في الأسبوع، كانت النتيجة أيضا خسارتهن لما يقارب 5.9 كجم من أوزانهن خلال هذه المدة. ومرة أخرى نؤكد أن مثل هذه الدراسات المحدودة لا يمكن أن تجعل من هذا النظام نظاما ناجحا بنسبة 100% ولا يمكن التنبؤ بآثاره على المستوى البعيد.

فما هي الأطعمة المسموحة والممنوعة خلال نظام الصيام المتقطع؟ وهل هو آمن؟ وما هي فوائده وآثاره السلبية؟ كل ذلك وأكثر ستعرفون إجابته في هذه السلسلة من الصحة والغذاء.
يمكن للشخص أن يجرب ويختار النظام الغذائي المناسب له فيما يخص رحلته نحو خسارة الوزن وتحقيق الوزن المثالي، فكما للحقيقة وجوه كثيرة فإن النظام الغذائي الواحد من هذه الأنظمة الكثيرة والمختلفة قد يناسب البعض وقد لا يناسب آخرين وهذا لا يعني بالطبع أن النظام غير ناجح فأجسام الناس تختلف واستجابتهم للأنظمة الغذائية المختلفة تختلف أيضا.

المراجع

هل اعجبك الموضوع :

تعليقات