الكيتو دايت ومرضى السكري النوع الثاني
لقد زاد الاهتمام بدراسة الكيتو دايت كنظام علاجي لمرضى السكري "النوع الثاني". فمن خلال الدراسات التي أجريت على مرضى السكري "النوع الثاني" لفترة زمنية امتدت من أسبوعين إلى ستة أشهر، كانت النتيجة أن هذا النوع من الأنظمة الغذائية يقلل من الشهية والشعور بالجوع ويحسّن من تحسس الخلايا للأنسولين Insulin sensitivity وبالطبع فإن مثل هذه النتائج تعتبر إيجابية في علاج مرض مزمن كالسكري "النوع الثاني".
وفي دراسة أخرى استمرت مدة 20 أسبوعاً لمراقبة الهيموجلوبين A1C أو الهيموجلوبين
المسكر HbA1C "وهو فحص الدم الذي يختبر مستوى سكر الجلوكوز في الدم خلال الأشهر
الثلاثة الماضية"، لوحظ انخفاض في نسبة الهيموجلوبين المسكر HbA1c، أي أن مستوى
السكر في الدم يتحسّن، إضافة إلى ذلك فإن المشتركين في الدراسة لاحظوا تحسناً في
أوزانهم مما جعل من الممكن تقليل جرعات الأدوية التي يتناولوها لعلاج داء السكري.
لكن ما ينقص هنا هو الدراسات التي تتابع مثل هؤلاء المرضى خلال مدة زمنية طويلة
الأمد، فعلاقة الكيتو دايت بتنظيم نسبة السكر في الدم وعلاقته بتحسين الوزن أو
حتى التقليل من مخاطر أمراض القلب الشرايين، جميعها تفاصيل لم تُدرس بعد على
الأمد البعيد، بالإضافة إلى فقر الدراسات التي تتابع الآثار الجانبية للكيتو دايت
بعد سنوات من اتباعه.
الكيتو دايت ومرض السكري النوع الأول
في بعض الدراسات التي أجريت على بعض مرضى السكري "النوع الأول" لمدة استمرت بين
عدة أسابيع إلى عدة أشهر، كانت النتيجة هي تقليل وحدات الأنسولين التي يحتاجونها
تبعاً لتقليل كمية الكربوهيدرات حسب نظام الكيتو، وقد تترجم هذه النتيجة على أنها
نتيجة إيجابية، ولكنّ الحقيقة هي أن تقليل جرعات الأنسولين قد يؤدي إلى نقص حاد
في مستوى الأنسولين في الجسم والذي بدوره قد يؤدي إلى حالة خطرة تسمى حُماض
كيتوني سكري Diabetic ketoacidosis وهي حالة تهدد حياة مرضى السكري "النوع الأول"
إذا لم يتم تقديم العلاج لهم فوراً.
ولا شك أن هذه الحالة هي إحدى أهم الأسباب التي تجعل الأطباء لا ينصحون مرضى
السكري "النوع الأول" باتباع الكيتو دايت، بالإضافة إلى أسباب أخرى مثل إمكانية
هبوط السكر لديهم إلى مستويات حادة hypoglycemia وقد تؤدي هذه الحالة إلى تعرضهم
لخطر الغيبوبة، ارتفاع مستويات الدهون في الدم وقلة مخزون السكر في الكبد،
بالإضافة إلى خلل في النمو "خاصة في الطول" بين الأطفال الذين يعانون من داء
السكري "النوع الأول" عند اتباعهم للكيتو دايت.
ولمزيد من المعلومات المهمة حول هذا نظام الكيتو دايت وعلاقته بالعديد من الأمراض الأخلاى ومن بينها مرض الصّرع ننصحك بقراءة مقال ما علاقة الكيتو دايت بمرضى الصّرع؟ ومن خلال سلسلتنا الخاصة الصحة والغذاء يمكنك قراءة العديد من المفالات التي تضمّن معلومات لأبحاث علمية طبية في العديد من المجالات العصرية مثل الصيام المتقطع.
إن الدراسات التي تصب في هذا الموضوع قليلة ومحدودة كما ذكرنا سابقاً وخاصة فيما يخص تأثير الكيتو دايت على المستوى البعيد، لكن الواضح أمامنا في هذا المقام هي ضرورة تجنب مرضى السكري "النوع الأول" لمثل هذا النوع من الأنظمة التي قد تعرض حياتهم للخطر.
تعليقات
إرسال تعليق